ذكرى نشأة الحر، ذكرى سعيدة!

ثلاثاء, 2019-03-05 18:24

الذكرى الواحدة و الأربعون لنشأة حركة الحر ( حركة تحرير و انعتاق الحراطين)
نحن مناضلو و مناصرو الحركة التاريخية الحر ( حركة تحرير و انعتاق الحراطين), منتظمون داخل أحزاب كحزب البناء و التقدم ( حبت) و مركزيات نقابية، كالكونفدرالية الوطنية للوحدة العمالية ( ك،و،و،ع) و المجتمع المدني كالمنظمة الموريتانية للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية لادوابة ( م،م،ت،ا،ا،ث،ا) و مراكز دراسات و تكوين، كالمركز الموريتاني للتكوين و البحوث الإجتماعية و التنمية (م،م،ت،ب،ا،ت) لندعوا بالحاح السلطات الموريتانية و كذا المجتمع الدولي و كل ذوى النوايا الحسنة للتعاطي الإيجابي و بجدية و يقظة مع هذا الداء لاستئصال كل تجلياته سواء تعلق الأمر بممارسته أو مخلفاته، عاقدون العزم هنا بارادتنا الصارمة على العمل من أجل تغييبه كليا ، هذا مع بسطنا أيدينا و فتحنا اذرعنا و صدورنا لجميع من تهمه المساهمة الإيجابية في الوصول إلى هذا الهدف المصيري، النبيل و البناء
نعم، منذ واحد و أربعين سنة كاملة، أنشأ الآباء المؤسسون للنضال المستميت و العادل ضد اسوء و احقر الأمراض التي غرفتها البشرية جمعاء، حركة الحر، ذلك الإطار السلمي لكنه الحازم و الشجاع. كان همهم الأول هو لفت الإنتباه على وضعية من شابههم أو جمعتهم بهم نعوت أو ظروف اجتماعية من اخوتهم، أحياء ام أمواتا، رجالا أو نساء، مسننين أو شبابا لتلتفت إليهم أخيرا عين رحيمة.

كم من أمور حققت حتى الآن!
منذ صدور ما سمي بقانون هيدالة المشهور، رغم عيوبه و نواقصه، ذلك القرار المكرس للاعتراف الرسمي الأول بممارسة الاستعباد الذي لم يترك مجالا للشك، مرورا بتسويف و تخبطات ولد الطابع التي لم تخلوا من التأثير السلبى على الزخم و الاندفاع اللذين حظيت بهما القضية لنصل إلى القانون الشجاع المجرم و المعاقب لممارسة الاسترقاق ٢٠٠٧ ثم قانون ٢٠١٥ المكمل له و المحدد للجريمة التي عرفها بالجريمة ضد الإنسانية، هذا بالإضافة إلى استحداث قطاعات في هرم الدولة و مؤسسات عمومية و قضائية أوكل إليها معالجة هذا الداء، فقد تحقق الكثير من التقدم في مكافحة الاسترقاق.

و لكن كم من أمور مازال ينتظر أن تنجز!
ليست الإرادة السياسية كلمة جوفاء في الواقع. فلا دلالة للعبارة خارج ترجمتها الفعلية في الحياة اليومية للمواطن جلادا كأن ام ضحية و التنفيذ الصارم لدور السلطة السيادية للدولة. و إننا لنامل أن لا تخذل باستمرار طموحاتنا في هذا الشأن نتيجة التعارض الصارخ بين ما يقال و ما هو معاش.

إذا كنا و نحن في القرن الواحد والعشرين، مازال من بيننا من يتحفظ على تسمية الأشياء باسمائها ليرضي ضميره و لكي يدير ظهره لالتزاماته لشركائه، مناضلي حقوق الإنسان الوطنيين منهم و الاجانب و للمجتمع الدولي كذلك، فقد حق لنا أن نشك في نزاهة هؤلاء القيمين على أمورنا في تعاطيهم الصادق مع الدفاع عن هذه الظاهرة. فالقوانين التي أعدت و خارطة الطريق المنقحة و المصادق عليها و الإرادة السياسية المعلنة و التي هي الحديث الأبرز المشاع و المؤسسات المستحدثة للتصدي لهذا الداء،فاذا كان كل هذا يتلخص في ذر الرماد في الأعين، فإن مستقبل موريتانيا لا يمكنه إلا أن يكون اسودا و هشا، يهدد بحاله هذا الوئام و السلم الأهليين و الوحدة الوطنية و كل شيء، بسبب نفاد صبر الأجيال الصاعدة ( ضحايا أو أبناء ضحايا أو مناضلين أو مناصرين فقط) و عدم مساومتها في التلبية الفورية لمطالبها ضاربة عرض الحائط الواقية و التروي و العقلانية التي كانت و مازالت هي شيمة و نهج المناضلين في الأجيال الاوائل.

إننا و نحن مستنيرون بارادتنا التي لا تتزعزع للعمل من أجل المصلحة العليا للبلاد و مصلحة المواطنين الموريتانيين المهتمين بصيانة السكينة داخل الشعب الموريتاني و بتماسكه و سلمه الاجتماعيين، الراغبين في أن نستفيد كلنا، بكل مكوناتنا الوطنية مجتمعة و بدون أي إقصاء من جل ثرواتنا الحضارية و الثقافية و الاقتصادية و غيرها من القيم الايجابية، فإننا نحن مناضلو و مناصرو الحر لنعبر بهذه المناسبة الجليلة و اليوم الأغر عن:
- شجبنا و اسفنا على تصرفات لا يراد منها إلا تغطيه و طمس الحقائق، رجعية في مبادئ و مواقف أهلها و هي ضد كل عمل أيا كان مصدره من شأنه تقدم بلادنا في تسوية هذه الظواهرة البائدة، الا و هي الاسترقاق و ما شابهه من أمراض اجتماعية أخرى مازال يعاني منها أطراف كبيرة و كثيرة من مجتمعنا.
-رفضنا القوي للنفاق المتخذ كنهج و وسيلة لواد أي محاولة داخلية أو خارجية لاستئصال هذا الداء المقيت.
- خوفنا الشديد من استبدال نضالنا السلمي الذي كان و مازال هو نهجنا بآخر ذو ملامح و محتوى لا يتحكم فيها بسبب التسيير الفاشل لهذه القضية و غيرها من تجليات الظلم و الغبن و الازدراء الذي تئن تحت وطأتها أجزاء عظمى من مجتمعنا و في أحسن حالاته لا يلبي الطموحات و كثيرا ما يكون متعارضا تماما معها و مع تطلعات كل الضحايا و كل المدافعين عن حقوق الإنسان،
-ارادتنا الصارمة في التعاون مع كل الإرادات و الطاقات المهتمة بالعمل من أجل تجاوز هذا الداء بصفة عادلة، بناءة و وطنيه، في الأفعال و الإيماءات و الكلام و العقليات و كل الممارسات و ما يتجلى من خلالها،
-املنا في الدفع بالقضية بما يتماشى و متطلبات الواقع مع القيادة الوطنية التي ستفرزها الاستحقاقات المقبلة من أجل إيجاد الحلول اللازمة، المناسبة و الكفيلة بتسوية هذه الظاهرة المشينة في كل تجلياتها و غيرها من أمراض مما سبق ذكره معربين عن استعدادنا التام و اللا مشروط للتعاطي الإيجابي و البناء معها في هذا الشأن،
--عاش الحر و عاش مناضلوه و مناضلاته الشجعان،
--عاشت موريتانيا، دولة للقانون، ديمقراطية، واحدة موحدة في السلم و الازدهار و الوئام و التكامل النافع بين مختلف و جميع مكوناتها،
من يزرع الرياح لن يحصد سوى العواصف و لكن من يزرع الخير فلن يحصد إلا الحب.
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٩
المنظمون:
-حزب البناء و التقدم ( حبب)
-الكونفدرالية الوطنية لوحدة العمال ( ك،و،و،ع)
-المنظمة الموريتانية للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية لادوابة ( م،م،ت،ا،ا،ث،ا)
-المركز الموريتاني للتكوين و البحوث الإجتماعية و التنمية ( م،م،ت،ب،ت)