أعادت حادثة “إهانة” مسافرة تونسية لإحدى مضيفات الطيران بسبب لون بشرتها الجدل حول التمييز العنصري في البلاد، حيث أشاد عدد كبير من السياسيين والنشطاء بموقف قائد الطائرة الذي قام بطرد المسافرة المذكورة، ودعوا إلى الإسراع بالمصادقة على قانون مكافحة التمييز العنصري.
وأكدت المضيفة غفران بينوس عبر صفحتها على موقع “فيسبوك” أن مسافرة على الخطوط الجوية التونسية وجهت لها ألفاظا عنصرية حول لون بشرتها السمراء، بعدما طلبت منها الانتظار لحين إيجاد مكان لحقيبتها، خلال رحلة متجهة من تونس إلى مدينة اسطنبول التركية، مشيرة إلى قائد الطائرة لجأ إلى طرد المسافرة المذكورة، فيما تعاطف معها بقية أفراد الطاقم وبقية المسافرين الذي رحبوا بفكرة تأخير الرحلة لحين مغادرة المسافرة التي أساءت لها.
وتعاطف عشرات السياسيين والنشطاء مع بينوس، حيث كتبت النائبة جميلة دبّش على صفحتها في “فيسبوك” تحت عنوان “الكرامة للسود”: “مرت عليّ حوادث عنصرية كثيرة وربما اكثر بشاعة، لست ادري لماذا هذه المرة ابكاني الموقف. ربما لانني اعرف غفران واعرف جيدا طيبة وتربية ودماثة اخلاقها شبوبة رقيقة وهادئة ودائما مبتسمة وصبورة جدا. وربما لان موقف قائد الطائرة كان موقف مشرف ومشبع بالانسانية والشهامة، ولانني لمست نفحة امل في مسؤول قام بما يلزم وكما يلزم، ولم يفعل كغيره ويصمت لم يفعل كغيره ويتجاهل الامر ويجعل منه لا شي”.
وأضافت “إلى ابناء وطني الاحرار لن نستطيع محو عار العنصرية الا بالاعتراف والشجاعة في التصدي ومطاردة الافكار والممارسات العنصربة اين ما وجدت وان نبحث عنها في دواخلنا. نحن في حاحة الى شن حرب حقيقة على التمييز بكل اشكاله وان ننتصر لكرامة وحرمة الذات البشرية. لا خير في بلاد يحس فيها صنف من البشر انهم انصاف موطنين او شبه مواطنين. ادنى الحقوق ان تشعر انك بشر ككل الناس وانك لا اعلى ولا ادنى من اي احد”.
ودعا عدد من النشطاء البرلمان إلى الإسراع في المصادقة على مشروع قانون مكافحة التمييز العنصري، وكتبت ليلى الصومعي “لا افهم ما هي مشكلة البعض مع اللون. هل اللون قضية أم بدعة أم تصرف مشين؟ (…) ولن اجد اي تفسير عدا ضيق النفس وضيق الأفق وضعف البصر و البصيرة”، وأضافت في تدوينة أخرى “نحن شعب متخلف هذا اقل ما يقال و استغرب هذا التحامل على الناس دون ذنب اقترفوه”.
ويستعد البرلمان التونسي للمصادقة على قانون تجرم التمييز العنصري على أساس اللون، حيث يتضمن عقوبات مشددة تجاه الجناة، من بينها أحكام سجن وغرامات مالية.
وشهدت تونس في السنوات الأخيرة حوادث كثيرة تتعلق بالتمييز العنصري، حيث تعاطف العشرات مع فتاة تُدعى صابرين انقوي أكدت تعرضها مرارا لسوء المعاملة بسبب لون بشرتها، كما تعرض عدد من الطلبة الأفارقة إلى اعتداء بسكين وسط العاصمة، وهو ما تسبب بموجة استنكار كبيرة من قبل عدد من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، فيما تعهدت الحكومة بوضع استراتيجية مكافحة هذه الظاهرة.