أول ما قد يخطر بالموريتانيين في أول أيام رمضان هو مقاومة "صداع الشاي" بالنسبة للصائمين، انها تجربة صعبة متكررة، فشاي الصين الأخضر يفعل مفعوله السحر، ولو كنت ممن يصيبهم "صداع الشاي" في الأيام الأولى من رمضان، فأنت لست وحدك، فآلاف الموريتانيين يتقاسمون معك هذه التجربة الصعبة، التي يبتغون من وراء تحملها اجرا عظيما.. انه الصداع حيث لا يمكنك اخذ حبة "باراستامول".
وللموريتانيين طقوس خاصة بشرب الشاي يقتصرونها في الجيمات الثلاثة اللازمة لصناعة شاي مثالي: (الجمر – الجماعة- الجر) ويقصد بها الموريتانيون ان يكون الشاي معدا على الجمر، وان تحضر جلسته جماعة كبيرة، وان يجر صانع الشاي بمعنى ان يعد شايه بروية كبيرة، أي ان يستغرق الشاي وقتا يفسح المجال للحديث المتشعب في مواضيع متعددة.
تلك طقوس سيودعها الصائمون بكل تأكيد في أيام رمضان، وسيكونون على موعد معها بعد الافطار وفي ليالي السمر الرمضاني، وهو تحول مهم له انعكاساته الإجماعية اليويمية.
وتحديدا يودع الصائمون "شاي الصباح" وهو الشاي الأساسي الاكثر اهمية في موريتانيا و"الذهيبي" وهو شاي المساء وهو ثاني اوقات الشاي اهمية حسب العادات والتقاليد، وكلها اوقات تقع ما بين الإمساء والإفطار.
الشاي الأخضر الصيني الذي يتناوله الموريتانيون طوال ساعات النهار يدخل في عادات السكان لدرجة أنه يصعب التخلي عنه حتى لدى المرضى الراقدين في المستشفيات الموريتانية. وهو خصوصا في يوم رمضان الاول سبب رئيس في حالات آلام الرأس والصداع وصولا الى التقيؤ وأحيانا الغيبوبة التي يدخلها من أحجم عن تناول الشاي في أوقاته المألوفة، واغلبها في الصباح.
ولا تنتهي مشاكل الشاي في الايام الاولى فقط بالنسبة للصائمين، فالأطباء الموريتانيون يؤكدون باستمرار على ضرورة التحفظ في اعداد الشاي في أوقات معينة ليلا وتوخي الحيطة خصوصا- من تناول الشاي في أوقات السحور لتجنب الانعكاس السلبي طوال يوم الصيام والذي قد يؤدي إلى التقيؤ والصداع.