كلمة محمد ولد بربص، بمناسبة الذكرى الأربعين لنشأة حركة الحر: 1978-2018

ثلاثاء, 2018-03-06 16:33

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله كلمة محمد ولد بربص، بمناسبة الذكرى الأربعين لنشأة حركة الحر: 1978-2018 الإثنين، 05 مارس 2018، مساء مضت قرون فقرون ثم قرون و العبيد عبيد، مهانون و مستغلون و مزدرون و مذلون. فهم عبيد و كفى! و جاء الإستعمار الفعلي الغاشم لمدة ثلثي القرن تقريبا بأحلامه الكاذبة و بقي سواد العبيد عبيدا لحاجة في نفس هذا المستبد رغم ما روجه من سعي لبث الإنسانية في روح البشرية و إفشاء الحرية و العدالة، ثم خيل إلينا بزوغ فجر ما أسميناه بالإستقلال و تظاهرنا بالعيش تحت ظله لأكثر من نصف قرن و استمر العبيد يئنون و يرزحون تحت وطأة عبوديتهم و كأنهم مازالوا كما كانوا. إذا استحضرنا أن هؤلاء العبيد هم من صنعوا الثروة، فرعوا الماشية و هم فقراء و وفروا رغد العيش بسواعدهم و تدبيرهم و هم جياع و ربوا و أمنوا الطفل السيد على حساب إبن الصلب و الرحم و هم أذلة و ضعفاء. فلا بد أن نتساءل مستغربين و لماذا إذن العبيد في هذه الحال؟ سبق لي أن سطرت كلمات منذ ما يقارب العشرين عاما في كتيب عنونته:«جهنم، بالأمس في الجسد و اليوم في الروح»—الديك لا ايريح—(باللغة الفرنسية سيرى النور عن قريب بإذن الله)، كما كتبت لاحقا مقالا كان عنوانه:«أيدفع لحراطين لوحدهم ثمن خطيئة أب البشرية آدم؟» و قد تحققت هذه المعاناة المشؤومة فعلا و مازالت تتجلى في العقليات و الممارسات و السلوكيات و النظريات و تصرفاتنا اليومية. لكن هل لها أن تستمر؟؟؟ هل تستمر و نحن نخلد اليوم، الذكرى الأربعين لنشأة حركة الحر؟؟؟ أربعون عاما، فماذا تحقق؟ سيقول البعض، تحقق الكثير... فليكن، تحقق الكثير: التمدرس لصالح البعض من العبيد، الإتكال على النفس من طرف البعض الآخر. و الأهم من كل هذا و ذاك هي الرغبة المستحقة، المتلاطمة أحيانا، في الحرية و العدالة و المساواة التي تغمر العبيد أنفسهم و لكن هل يرى هذا الطموح النور بهدوء و استقرار و سلم و هو يقارع ثالوثا متغطرسا و متغولا و مراوغا يعيش على امتصاص كل الأحلام و الطموحات؟ —أوله هي تلك العقلية البائدة، الجديدة، المتجددة، المتجذرة في مجتمعنا بالوفاء بالدونية الحتمية للعبيد مع مسخ متعمد لمحتوى العبودية بحيث تطورت فكرة أصحاب إقرار العبودية«بموجب تعاليمنا الدينية» أو كما كانوا يقولون، إلى رفض وجودها البتة تملقا و نفاقا لطمس الحقائق، إلى تعاطيهم مع ما ظهر منها إما بالقول بأنه ليس إلا عبارة عن علاقات مصالح و ألفة تاريخية تربط ما بين العبد و سيده« السابقين» لا بد من احترامها، إن لم تنسج قرابات دموية آنية لتضليل القضاء كلما فضحت علاقة عبودية مدوية أو ما شابهها...إلخ —أما الثاني و الذي لا يقل أهمية عن الأول بل أصبحت سلطات البلد المتعاقبة، مع الأسف، حاضنة، ألا و هو التعامل المشبوه من طرف الحكومات مع ظاهرة العبودية حيث لا يراد بما يقام به و لا ينم قط سوى عن ذر الرماد في أعين الناس داخليا و خارجيا (فوكالة التضامن و خارطة الطريق، آخر الوصفات المزيفة، الجوفاء، ليست عنا ببعيد). فلا الإدارة تتعامل مع ضحايا العبودية كذووا حقوق يجب أن تصان و لا مع مستعبديهم كمرتكبي جرائم يتوجب محاكمتهم و إنزال أقصى العقوبات ضدهم من طرف القضاء. —و أما آخر الثالوث فهي تلك المنظمات و الحركات المتشدقة بمحاربة العبودية وطنية كانت أم دولية و التي ترتوي بأناة العبيد و معاناتهم و تستولي على كل ما حصل عليه من مد معنوي و مادي دون أن يستفيد أي عبد أو مجتمع عبيد منه. فلا مراكز تربوية تعينهم على التعلم و لا مشاريع مدرة للدخل تساعدهم على مواجهة ضيق الحياة و لا عمل توعوي يثقفهم على تجاوز جهلهم مما لهم و ما عليهم. بل يكدس البعض المال و الجاه بهم و على حسابهم.. هل يستمر هذا؟؟؟...كلا... فلا بد لليل أن ينجلي@و لا بد للقيد أن ينكسر. فقد بلغ صاحبنا، مشروع الوحدة و الوئام، مطية العدالة و المساواة، أمل المجتمع البناء، المتحضر، أعني حركة الحر، الأربعين،، و الأربعون سن اكتمال الرشد و العقل، سن التمييز ما بين النافع و الضار، و ما بين الصالح و الطالح، سن تحمل كل المسؤوليات و الأمانة حلوها و مرها، خفيفها و ثقيلها، سن تكبد التضحيات الجسام و العمل للغد الأفضل. و لن يضيع حق وراءه مطالب...أبدا، أبدا،أبدا! و نحن في الأجواء النضالية هذه،إسمحوا لي سادتي ،سيداتي، أن أزف إليكم نبأ إطلاق حزبنا، حزب البناء و التقدم حملة الإنتساب على مستوى التراب الوطني راجين للجميع النجاح في مبتغاهم السليم و لمنتسبي الحزب تحقيق ما يصبون إليه من وئام و رقي و حرية و مساواة لصالح أطراف كل شعبنا، حراطينا كانوا أم ازناكة أم امعلمين أم إيكاون أم لحمة ، اعرب أم ازوايا. « و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون» صدق الله العظيم. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.