أجمل مافي علم السياسة أن يكون أحد الفرقاء يتحكم بكامل أو جل خيوط لعبة المشهد ويدفع خصومه إلى لعب دور " الكومبارس " و يحشرهم من حين لآخر في الزاوية الضيقة و يوقعهم في تناقضات دعايتهم و هشاشة خططهم البديلة للتغيير التي أسسوا عليها برامجهم الوصولية .
لن أترشح لإنتخابات 2019 ... كنا نعلم ذلك و كنا نعلم أكثر أنه قرار مستحيل ولن يكون في صالح الرجل و لا في صالح نظامه و لا في صالح الديمقراطية الناشئة التي نسعى لتعزيزها في بلادنا فضلا عن كونه سيكون خرقا لا مبررله للدستور الذي كافحنا طويلا من أجل إقراره و تعزيزه و تطويره و إحترامه كناظم للحياة السياسية .
لكن خصوم الرجل كانوا يجدون في تلك الورقة ترياق ينقذهم من الموت السريري و الفناء الإنتخابي و هاهو اليوم يقلب عليهم الطاولة ويحرمهم منه مرة ثانية بعد المرة الأولى حينما قطع عليهم الطريق الى القصر بل وحتى إلى شرف الترشح للإستحقاقات الرئاسية عبر تحديد سن الترشح ب 75 سنة .
اليوم يدفع بهم إلى الزاوية الضيقة من المشهد حينما أكد أنه لن يترشح لإستحقاقات 20199 و أيضا في الوقت نفسه عدم خروجه من المشهد السياسي الموريتاني ليدخلهم في ورطة اخرى تستنزف جل تفكيرهم الضيق و الآني بالبحث عن الإجابة على التساؤلات المرهقة التي ولدتها تصريحات الرجل الأخيرة الموجهة لمن لا برنامج لهم و لا طموح سوى كرسي الحكم من خصومه الشخصيين و أعوانهم الخارجيين .
الزاوية الميتة : كيف سيبقى في المشهد.؟ و ماذا يريد من بقاءه ؟ و أي دور سيلعب أثناء بقاءه في المشهد ؟ و من سيكون في الصورة و من سيكون في الظل من ذلك المشهد الموعود؟
وفي إنتظار أن يهتدي اللاهثون وراء الكرسي منذ العام 92 و العرش الضائع منذ العام 788 بشتى الشعارات و الدعايات و المحاولات و دعم الإنقلابات و مختلف التحالفات المتلاعبون بهموم الشعب و مصائر الأجيال .
سيظل الرجل في أريحية من أمره وهو يتفرج بسعادة شخصية و أحيانا بتهكم و أسف على فلول أنظمة رجعية و عميلة و بقايا حركات مظلمة و شتاة أيدجيولوجيات بالية و رموز و شخصيات مغاضبة أنهكها وهن العظم و هوان الحياة وهي تحاول عبثا إقناع الأجيال بفعلها المعارض المفتقر الى العمل المؤثر او التغيير المرجو .
و سنظل نحن نراقب بدقة و حساسية شديدة و حذر تلك الطبقة السياسية الستينية و السبعينة البالية الجاثمة على صدور الأجيال المانعة لأي تطور و رقي و نماء للبلاد بشقيها (.السلطاتية و المعارضاتية ) في مشهد لعبة الشطرنج الشنقيطية " ظامت " و ملوكها و ملكاتها العيدان النخرة و جنودها و بيادقها من ( بعر ) كالعهن المنفوش .
و نكرر أثناء متابعاتنا هذه لتناقضاتهم و تهافتهم و سذاجتهم و جشعهم النظرية السياسية الفريدة و الواقعية " أن تحرك الملك خير لك من أن تكون ملكا "
إلى ورطة أخرى و تصريح أخر في افق 2019 البعيد الإستشراف و التوقعات و الغامض الملامح .
أستودكم الله لحين لحظة العبور الآمن إن شاء الله 2018 _20199.