هناك علاقة كونية أزلية بين المرأة و الرجل في كل المجتمعات و عبر جميع عصور التاريخ’ ويؤرخ لبداية هذه العلاقة برواية خلق أبونا آدم و أمنا حواء مرورا بحرب قابيل و هابيل وصولا لسفينة نوح التي أقل على متنها من كل شيء زوجين (ذكر و أنثى)’ ورغم أن موضوع الجنس قديم قدم الإنسان إلا أنه لازال يخلق الحديث عنه مشاكل تبلغ بالمتحدث فيه بغير حرج حد الاتهام بالانحلال و العهر و الشذوذ من طرف مجتمعه’ وبما أن هذه العلاقة هي روحية قبل أن تكون جسمية فإن الأشخاص الذين يقيمونها بينهم على مجرد إشباع غريزي للجنس فإنها دائما ما تنتهي تلك العلاقة بانقضاء تلك العشرة دقائق السريعة التي ينقضي نصفها بالتفكير في العملية نفسها و ينتهي النصف الثاني عند المباشرة.
ولما كانت المجتمعات الرجولية المحافظة كمجتمعنا موريتانيا تعتمد العلاقة فيه على الرجل ’ رسخ ذلك القاعدة السائدة أن الرجل هو دائما ما يبادر مما خلق ذلك عقدة لدى المرأة صارت من خلالها لا يمكن أن تبدي رغبتها للرجل أو زوجها إلا في النوادر وإن فعلتها أو قامت بإيماءة توحي بأنها تستجيب لرغبة فإن الزوج نفسه يبدأ يطلق صواريخ الشكوك حولها وغالبا ما ينتهي بذلك الزواج إلى الطلاق الغامض الأسباب ولن تجد من الطرفين من يعطيك مبررا مقنعا’ فالرجل يقول مثلا (أه لم تعد تصلح لي ) وهي تقول والله لا أعلم فقط له عدة ليال أو أيام" متغير" والحقيقة هي الحاضرة المغيبة (الجنس ولا شيء غير الجنس) ’وليس ظاهرة الزواج السري و العلاقة الحميمة خارج إطار الزوجية و انتشار الخيانة بين الأزواج إلا تمظهرات فشل العلاقات والذي سببه الأول يرجع إلى ما أسميه ظاهرة " التصحر الأسري"والذي هو عبارة عن جسمين يعيشان تحت سقف واحد لا يربطهما سوى نفقة نهار و فراش ليلي هو أشبه ببرلمان من " البكم"يفتتحه الرجل بحمحمة معلنا عن رغبته و منتهيا بصرخة الميت معلنا بذلك عن نهاية ملحمة بين السماء الأرض لا يدري نهايتها كانت في صالح أي الطرفين ’ إلا أنها غالبا ما تكون حسمت بغير تراض بل على حساب المرأة المسكينة و التي غالبا ما يكون الماء هو الملجأ الوحيد لإطفاء لهيب نارها التي أشعلها زوجها الغير مبال بسمكته المحترقة على فراش من الجمر ’ فتوقظ المسكينة إبنها المسكين بالضرب المبرح معللة ذلك بخشيتها من أن يتبول على فراشه وهو نائم ولكن الحقيقة المرة أنها تنفس عن غضبها المشروع بطريقة سلبية لأنها لا تجد من يخرج مخابئ جسمها و يتسلل إلى أعماق تضاريسها المجهولة و أدغال غاباتها الملتوية ’إنها تحتاج كشاف لا صوفي زاهد’تحتاج عربيدا لا واعظ’ تحتاج منقبا في خرائطها المعقدة لا تقيا قائما الليل’ تحتاج مقاتلا شرسا لا يضع سلاحه حين تصل المعركة أوجها’ مقاتلا لا يكل ولا يمل’تحتاج من يصل الليل بالنهار’ مقاتلا يكر ولا يفر’ حتى يستسلم الخصم ويرفع الراية البيضاء حينها تبدأ لغة الحوار و الدبلوماسية و الضحك و الغنج و الدلال.
إن الجنس كعلم معقد تختلط فيه البسيكولوجيا و البيولوجيا يترجم العلاقة التناغمية بين النفس و الجسم والتي يسبب أبسط اختلال و عدم توازن بينهما إلى كارثة اجتماعية تتمثل في الشجار ثم بعد ذلك الطلاق و الذي لا شك يروح ضحيته الأولى الأطفال و ثانية المرأة التي تكمن قيمتها لدى الرجل الموريتاني البدوي الوقح بين فخذيها و مختزلا حياتها كلها في غشاء دموي تافه يسمى "البكارة"
يتواصل.........