لا يحتاج المرؤ لكثير من الذكاء والفطنة ليكتشف أن "برنامج في الصميم" الذي أطلقه دكان "المرابحون"، أقصد المرابطون هو برنامج مصمم خصيصا للدعاية للحركة السياسية/ الايديولوجية التي تقف خلف القناة تمويلا، وتأطيرا وتنظيما، فمنذ انطلاق البرنامج سيئ الصيت في التاسع من أكتوبر 2013 كان همه الأول تلميع صورة رعاته ومموليه وبث الدعاية لخطابهم السياسي المغرض، ولتحقيق هذا الغرض كسر البرنامج كافة الأرقام القياسية في استضافة شخصيات من نفس اللون، وذات الطعم وعين الرائحة، فتفاكه على طاولته جميل منصور، وتثاقف عليها محمد غلام ولد الحاج الشيخ، وتعالم عبر أثيره محمد المختار المدعو الشنقيطي، القطريّ وطنا وولاء، دون أن ينسى ولد الوديعة إضافة توابل من أمثال محمد محمود ولد سيدي، محمد لمين ولد سيدي مولود ،صار إبراهيما وصالح ولد حننه !!!.. لكن جميع السابقين لم يشفوا غليل ولد الوديعة المتلهف حد السعار إلى أن يرضي نهمه الداخلي، فطار إلى أصقاع الأرض بحثا عن شيء جديد فجاء براشد الغنوشي من تونس، وجلب عبد الرزاق مقري من الجزائر، ليكمل بهما.. هذا عن الضيوف.. غاية في التنوع، فماذا عن المواضيع؟! في حلقة بتاريخ 4 سبتمبر 2014 تساءل الوديعة : هل المطالبة بحكم ذاتي وجهة نظر عادية ضمن التدافع السياسي والاجتماعي في موريتانيا؟ في 22 يناير 2015 استفسر مقدم البرنامج عن "سر اهتمام الاسلاميين الكبير بملف الرق والإرث الإنساني، وفي الحلقة الموالية مباشرة تساءل: "كيف تمت تصفية الضباط الموريتانيين عام 1990" حسب زعمه، وفتح باب الردح أمام ضيفه (الطرف) ليكيل ما شاء من الاتهامات والأقاويل ويدلس كيف أراد بتمالؤ مفضوح من ولد الوديعة، ودون أدنى بينة أو إحالة أو وثيقة وفي غياب أي تمثيل للأطراف الأخرى... في فاتح سبتمبر 2014 سأل ولد الوديعة ضيفه "هل يتجه النظام إلى تكرار تجربة ولد الطائع مع الاسلاميين؟" مع أن لا مجال للمقارنة أصلا بين الواقعين لفداحة الفارق! وهكذا فعلى غرار الضيوف، كانت الأسئلة أيضا كانت غاية في التنوع والموضوعية والحياد والمهنية والتجرد! *** موجة الشحن والتحريض التي أطلقها وديعة منذ 3 سنوات لم تزد الشعب الموريتاني إلا تمسكا بوحدته الوطنية والترهات التي أطلقها وديعة من "صميمه"، والتي تفتقر للحد الأدنى من المنطق والمعرفة، وتستند إلى مصفوفة من الثأريات الجاهلية والنعرات العنصرية البغيضة، لم تزد الموريتانيين إلا تصميما على إرادة السلم والسلام والتصالح والتعايش.. بدأ في الصميم برنامجا أخرقا كصاحبه، الموغل في جهله ونزقه وقبح كلامه وسفيه تعبيراته ومجافاته لأصول المهنة وبديهيات المنطق، وانتهى، كوكتيلا مزريا من الجهل وسوء الخلق والتجني على الوطن وأبناء الوطن!