في خطوة محتشمة وخجولة تحاول وزارة التخريب الوطني الضغط على أهالي فريق مدرسة نسيبة من أجل قلب الحقائق وتبديلها ،وهو الأسلوب الراقي لدى السلطات الرسمية في تعاملها مع الفضائح المتكررة والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، تلجأ عادة لهذا الأسلوب لثني الضحايا ترغيبا أو ترهيبا، لكن الأمر كان أسهل من ذلك واليوم أصبح اشد مما تتخيل طاقم وزارة التسريب بل القضية تحتاج بل وتفرض تحقيقا لأنها وضعتنا أمام مشكل اجتماعي وظلم عنصري لا يمكن تفسيره تحت أي مبرر كان ولايمكن تبريره بأي حجة مهما كانت إلا باحد الاحتمالات التالية: الاحتمال الأول أن يكون إقصاء الفريق على أساس العرق "اللون" بإرادة مما فوق الوزير أي من رأس هرم السلطة وهذا غير مقبول الاحتمال الثاني من الوزير نفسه دون علم سيد القصر وهذا ادهى وأمر و لا يقل أهمية عن الأول بل يفوقه أو يساويه،نتيجة لسيل الشبهات حول الموضوع ،وفي كلتا الحالتين يبدوا التساؤل والاستنتاج وارد للوصول إلى خلاصة مفادها بأننا كنا في غفلة من أمرنا واليوم استيقظنا وأدركنا أن الأحلام لا يمكن اعتمادها كواقع ملموس وأن السراب مستحيل أن يتحول إلى ماء وأن التطلعات ليست واقعا ،فنحن نعاني من عمل عنصري تمييزي بامتياز من داخل المنظومة الاجتماعية العربية الموريتانية التي نحن جزء منها من دون إدراك لأننا تأكدنا بيقين لا يقبل شكا أننا لا نمثل مجتمع البيظان رغم التداخل وقوة الروابط الدينية والنسبية، فهو إذن لا يمثلنا لأننا لن نغير لون بشرتنا وهم لن يصبغوا جلدهم من اجلنا ،أما الثقافة والتقاليد والأعراف والحضارة فهي ليست ملك لنا ولا لهم بل هي موروث مشترك لا لون له ولا انتماء . عملنا بكل جهد من اجل الوحدة والوئام لكنهم رفضونا ومارسوا ضدنا العبودية وكل أشكال الحرمان ،تجاوزنا كل الماضي وتناسيناه من اجل الوحدة والأخوة وان كنا نحن هم المتضررون ،لكن ما عشنا في الماضي مستحيل أن نعيشه في الحاضر ،فالصفعة التي وجه النظام أو وجه بها النظام واقنع لن تنساها أجيال الحراطين لأنها أشد عليهم وقعا وتأثيرا من الماضي المأساوي الذي عاشه الآباء والأجداد إننا توصلنا لقناعة بثبوت دلائل التمييز والعنصرية التي كانت ورائها كالقناعة التي توصل لها الفيلسوف كاليلي بثبات دوران الأرض وهو يساق إلى المشنقة لذات السبب . الخلاصة الأخرى اعتقد أنها تتمثل في مسألة ليست بالجديدة وهي محاولة توظيف شريحتي من قبل جهات لخدمة أهدافها وأطماعها ولا اقصد بتلك الجهات ابدا " زملائي وأصدقائي الإسلاميين - وان كنت اختلف معهم في بعض الجزئيات - الذين يتعرضون لحملة شرسة هذه الأيام،لكن وزارة التسريب بعد ان خربت التعليم وأفسدته وسربت الامتحانات ،هاهي اليوم تنسج خيوط المؤامرة لتفكيك نسيج هذا المجتمع الذي لم يلتئم بعد "مجتمع الشحنات المتنافرة المتكون من فئات وشرائح ومكونات شتى هو الآن يحتاج أكثر من أي وقت مضى لكثير الجهد من أجل اللحمة والوئام، ... بهذا التصرف المشين تكون الدولة قد ساهمت أو خلقت بيئة ملائمة لنمو الخطاب المتطرف العنصري وشجعت على الكراهية وطعنت الوحدة الوطنية في الظهر، و وكسرت آمال الأجيال وحثت على العمالة والتنسيق المطلق نتيجة للإقصاء الظاهر والمفضوح وغير المبرر لأشبال،أبناء العبيد على أساس لونهم ،لذا ليس غريبا أن نسمع ونرى كل أنواع خطب الرعب ،خطب الكراهية خطب التفرقة تشجيع التطرف الميل إلى العنف اللفظي ممن كانوا بالأمس دعاة الوحدة والتلاحم والانسجام ،لقد انكشف المستور في إمبراطورية البيظان والتكرور في الأمر المشهور حول إقصاء فريق أطفال في حي معزول ومن ثروة البلد محروم.