الشك في الآخرين، مرض لا يفارق ذهن الساذج الذي يسلك طرقا ملتوية، حيث يظن بأن كل الناس مثله، عبارة عن جواسيس ومخبرين، وحملة للكلام، وهنا سأقص عليكم هذه القصة، ذكرتها من قبل لكن بقليل من الغموض.
قبل شهرين من الآن، حاول أغبياء حركة إيرا، أن يلعبوا معي لعبة وسخة مثل عقول بعضهم، أخذوا سيدة يبدو من صوتها أنها زنجة تتحدث الحسانية بطلاقة، وأمروها بالاتصال علي، وكنت قبل ذلك قد اتصلت على أحدهم فزودني ببعض نشاطات الحركة القادمة، وبينما أنا منهمك في العمل داخل القناة، رن هاتفي أجبت على الرقم الغريب، فتحدثت السيدة، لم تعرف بنفسها:
انت السالك عبد الله
نعم أنا السالك من معي ؟
أنا أعمل في سفارة ... وأريدك أن تخبرنا بنشاطات الحركة القادمة.
اتصلي علي لاحقا أنا مشغول الآن.
قطعت عنها لكي أفكر قليلا، وما إن طرحت بعض الأسئلة على نفسي، حتى عرفت بأنها خطوة حقيرة منهم.
أولا : من زودها برقم هاتفي ؟
ثانيا: لماذا أنا بالضبط ؟
ثالثا: كيف توافق اتصالها مع معرفتي بالمعلومات ؟
إن سذاجتهم جعلتهم يلعبون مع شخص مولع بالتقصي واستكشاف المجهول، عرفت الجواب وانتظرت حتى أعادت الإتصال.
اسمعي أنا لا أعرفك أولا ولست ناطقا بإسم الحركة ثانيا ولا يحق لي أن أخبر أحدا بنشاطات الحركة.
من سذاجتها هي الأخرى أقتنعت بالجواب، ولم تبدي أي ردة فعل، فقمت بقطع الخط.
حينها كتبت على الفيس بوك مناورة لم يفهموها، وكانت التدوينة كالتالي: المخابرات ما مرفود من الاه يكون الهيلالة..
أقنعتهم ببساطة، بما أريدهم أنا أن يقتنعوا به، وهو أن يتأكدوا بأنني لم أكشف خطتهم لكن هيهات.
الآن بعضهم يطلق علي الجاسوس، وهي تهمة مضحكة، وبدون دليل، لكن لو صلح مخططهم لكانوا الآن بستدلون به..
زادكم الله غباءا
بقلم السالك عبد الله