المختار الطيب:العقيد ولد ابيبكر..كتب لكن...لم يقل كل الحقيقة

اثنين, 2015-08-31 19:28

اخيرا، كتب العقيد المتقاعد ولد ابيبكرعدة مقالات، كان اولها، حسب اطلاعي، (لاني لا اعرف ان كان قد سبق ذلك باكتابة حول الشان العام)...عن الجدل الدائر حول تسمية مطار ام التونسي،...عرض فيه معلوماته ووجهة نظره....ولان الامر لم يكن مجدولا في اولوياتي واهتماماتي، فان وضعي، كان  كوضع اي  متعلم متلقي..اما المقال الثاني فكان حول سنوات الجمر، التي عاشها الاخوة الزنوج ، في موريتانيا، و عن ما تلقوه من  تمييز وتحامل...وظلم من قبل انظمة البيظان، المتعاقبة، في موريتانيا، وهو المقال الذي عنونه ب(لمحة موجزة عن حركة افلام).  اما المقال الثالث، والذي كان مخيبا لي، الى حد اللحظة،  فهو  مقاله عن لحراطين، والذي عنونه ب(لحراطين منسيو.. الجمهورية)، وهو المقال الذي انا هنا بصدد تدوين ملاحظتين، اثنتين عنه..

بداية، اقول انني كنت، قد استحسنت، ظهور العقيد المتقاعد، ولد ابيبكر، بالثوب الذي-ربما- يريد ان يظهر به,  ويرغب ان نراه فيه، وهذا طبعا من حقه علينا، لكن  من الحق- ايضا، والواجب ان نركزالنظر والتحملق في هذا الثوب، كما هو، ودون أي محاولة لغبطه. ومن هذا المنطلق، فاني اود ان نشير، الى اني، وبعد قراء ة، خاطفة لمقال العقيد عن الزنوج(لمحة موجزة عن حركة افلام) كنت قد سطرت تحت المقال المنشور، في احد الشبكات الاعلامية، بعد ما نوهت، ورحبت، بيقظة ضمير هذا العقيد، المتقاعد، سطرت، طلب اوامنية على العقيد، وهي ان يكتب بنفس الجرأة عن لحراطين، وان يقدم لنا، او يكشف لنا بعض المؤامرات، التي حاكتها عقلية البيظان ضد لحراطين كما فعل في مقاله  عن لكور.
وورغم ذالك، ابادر الى القول والتوضيح، اني لست في صدد الرد او التحليل لمقال العقيد -على الاطلاق-،.لاني وبكل وضوح وبساطة، لازلت محتفظا بامنيتي و طلبي،  منتظرا’ ومتمنيا، تلبيته من العقيد او غيره، ممن حباه الله، بنعمة انتمائه لمكونة البيظان، وما يتيح له ذلك من خصائص ومميزات جمة، كالتقرب  من مصادر القرار/ والاطلاع على ما يحاك على غير البيظان، حاصة، ضد مكونات اخرى،  كلحراطين والزنوج... وغيرهم، في هذا المنكب البرزخي، الذي، ليس لأمثالنا بعد الحظوة..في مثل تلك المنزلة.

باعث او دوافع، العقيد المتقاعد، في تناول هذه القضايا وخاصة قضيتي الزنوج ولحراطين، وبنظرة، ثورية، قلما نشهد، مثلها، من عسكري بيظاني، لا استطيع التكهن بمعرفته، حاليا،  ولا ارغب في محاولة الدخول في تناوله، وانما، ارى انه من الافضل، ترك الكاتب، تحديد هويته(الفكرية والسيايسة..)، والافصاح عن هدفه، تمثلا، لقول سقراط لجليسه:" تكلم حتى اعرفك" وفي نفس الوقت،فانني  اثمن، واعتبر مساهمته.. القيمة، مساهمة مستحقة، يحتاجها الضمير الجمعي، الانساني والوطني..ولاني اعتبر، الحديث باسلوب كهذا، هو واجب، اخلاقي ووطني، لمن له ضمير"نابض بالحق"، فانه لم يسعني الا السرور والتباشير، بهذه الخطوة الشجاعة.

لكن، لكن،  ليسمح لي القارء، المنصف،  وقبل ايراد ملاحظتي، الاشارة الى الحقائق التالية:
الحقيقة الاولى: ان المؤسسة العسكرية، الموريتانية، وافراداها، هي مكون اساسي، قد لعب ادوارا في تكوين وتشكيل، بنية الدولة الموريتانية الحديثة، وهي كذلك، لبنة اساسية، في خلق، ثقافة وظروف، اجتماعية ، انعكست سلبا على...وحدة وتماسك هذا المجتمع،  لما قامت به  من ادوار محورية في .تازيم المجتمع الموريتاني، الحديث والحالي..بل لعلها، النواة الاولى والاقوى تاثيرا على تكوين عقلية الانسان البيظاني، المعاصربالدرجة الاولى.

الحقيقة الثانية: هي ان هذه المؤسسة العسكرية، نشات، "بعقيدة"، عسكرية معينة، حرص المستعمر الفرنسي، على تأصيلها وتوريثها في موريتانيا، من خلال" رموزها" الفكرية والثقافية( اظهار التسلط,  الخضوع الاعمى والغبي للاوامر، التبونجير...). ومن خلال عنصرها البشري، الذي لاتزال صورته النمطية، ماثلة للعيان.. ونقصد هنا .. "قميات" والحراس الاحتياطين"اسبلتيف".. اصحاب، السراويل القصيرة، ( سراويل احمد الحمدي)، والذين، لم ينل التغيير الحديث منهم ،  كثيرا،  سوى  في  نوعية اللبس واكتساب بعض المعارف، التي -للاسف-استغلتا بعقلية "قميات".  
من مزايا وصفات هذه العقيدة، العسكرية، و المتميزة, والمتجسدة ، هو:التفاني، في حب  ممارسة الاكراه والتلسط على غير العسكر، حب المال، والحرص على  ىتنفيذ "اوامر" الاعلى رتبة, والتمظهر بحب الوطن والقيم والدين والاسلام... ونشر وتعميق، مفهوم "الاوامر" والامر/ والتبونجر" التحية العسكرية، السخيفة". ... قد يعترض البعض على رفضنا للصيفة الامرية في العقيدة العسكرية، فاقول وباقتصار ان 70% من اوامر ضباط الجيش في موريتانيا، لا علاقة لها البتتة بعقيدة او قواعد او مصلحة تعني بنظم الجيش، وانما تصدر الاوامر "للصفات، والمصالح" اللصيقة "بقميات".

الحقيقة الثالثة: ان المؤمسسة العسكرية الموريتانية’ مؤسسة استرقاقية،  عنصرية بامتياز...كانت ولازالت الى  وقت كتابة هذه السطور، مؤسسة، امينة, وترجمان حقيقي.. لتطبيق ثقافة الاسترقاق, وحريصة كل الحرص، على تحويل منظومة الاسترقاق، وبكل تجلياتها ومفرداتها، وما يعنيه، ذلك، من توزيع, وتقسيم للعمل ، الوظائفي، وبشكل "هيكلي"، موغل في ثاقافة النخاسة، الى "هويتها"العسكرية. لذلك..نجد ان ، دورلحراطين في الجيش الموريتاني، هو فقط لتلبية وتنفيذ ثقافة وسياسة بيظانية استرقاقية. فلحرطاني، هومجرد خادم في منازل الضباض، الحرطاني مجلس كجلسة المرأة(امتفن) يبرم كسكس، ويعد اشاي’ ويغسل لباس افراد ااسرة للعسكري، المدنيين.

الحقيقة الرابعة: موريتانيا ولحراطين، اليوم هم ضحايا لهذه المؤسسة العسكرية، البدويةـ العميلة للاستمار التقليدي بالامس، والاستعمار الجديد اليوم( بيع الوطن والتخابر على المواطنيين لصالح الاجنبي، ودخول حروب اقليمية تخدم اجندة الاجنبي..الخ.).

الحقيقة الخامسة : ان هذه المؤسسة العسكرية، تتقاسم الادوار، التخضرية، والاستخبارتية، والسياسية، والاقتصادية ..منذ، الاطاحة، بنظام ولد داداه، وحتى الان.. وللتذكير، نذكر هنا وبعجالة امثلة وعينة بذاتها:
عندما اعلن اب الفساد، ولد الطايع، الخضوع للاستعمار الجديد, و مؤسساته المالية والاقتصادية، اشترى مولاة "القميات"، بالوظائف المدنية الكبرى، لضمان ولائهم وابعادهم عن المشاغبات العسكرية, فوزع قطع الاراض، على الضباط, وعين ووظف الضباط في السلك الدبلوماسي( دحان ولد احمد محمود/ الشيخ سيد احمد ولد باب امين، مثلا)، توزيع رخص الصيد لنهب الثروة السمكية، وبث ونشر فوضى نهب الصيد، توزيع اراض المواطنين في الضفة على كبار الضباط العسكرين وتحويل المالكين الى قنانة جديدة او طردهم جهارا نهارا، او خديعتهم باعطائهم تعاويضا غير منا سب لاراضيهم المنتزعة بحجة الصالح العام. ثم اخيرا، توزيع ضباط الجيش على راس احزاب سياسية  ومنتخبين( اعلى ولد محمدفال، والعرب ولد جدين، مثلا). او على مؤسسات حقوقية وسياسية( رئاسة الشيخ أحمد ولد باب مين للجنة المستقلة للانتخابات، الكاذبة, 2007 , ورئاسته للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة). او لتكوين هياءات نقابية وصحافية اوحتى سماسرة ووسطاء،  سماسيرة،( ولد الهيبة....ولد شيخنا..
 فالعسكري الموريتاني، هو:عسكري، ومدني, وحاكم ومعارض, ومفكر وصحفي, وكاتب ودبلوماسي.. لكن على الارض لا انعكاس لكل تلك الالقاب والصفات والتغلبات, والتقلبات...حتى يبدو للمتابع ان عسكريينا ك." الحبة الخامرة".  واخيرا، وليس اخرا،  نشاهد، موجة العسكري-العقداء المتقاعدون( يعطينا خيرهم وسلامتهم)، ليصبح سياسيا اوكاتبا اعلاميا: كاولد هيبة، وولد بوبكر، قائد الاركان السابق..
اذن، نحن لازانا طعما سائغا، لعقيدة "قميات" ورغم  ذلك، نبقى نفترض، دائما ظهور الاستثناء.
اما ملاحظتي على مقال العقيد المتقاعد، والمشار اليه انفا فهما...
الملاحظة الاولى:  عندما تناول العقيد ولد ابيبكر، مقاله عن ( ..حركة  افلام،) ركز بالاساس، المفيد، على حرص الحاكم البيظاني/ على " تحريف الكلم عن مواضيعه". مجسدا، فكرة التامر على الطرف الاخر والعمل على اظهاره ، كعدو  وكشيطان..حتى ترسخت, وجاءت النتيجة الحتمية والتي شهدناها وعايشنا وقعها ولا زلنا نعيش ثقافتها المقيتة،  الا وهي ان الكور، اعداء للبيظان وللدولة, وللاسلام وللقيم وعنصريون,  ومتامرون... وهو نفس الاسلوب،  والمنهج، والمخطط واالمتبع الان ضد، ولشيطنة لحراطين، وان  بقوة، اكثر، وباسلوب اكثر سذاجة( لاعتقاد البيظان والبيظاني، ان في وعي لحراطين بوجودهم، بقيمهم و بهويتهم..، لا يعني، الا زولا لكبريائه). فمعركة، محاربة لحراطين اليوم، تدار، "بذهنية"، اما البقاء على الحال، والا الفناء، فهي في قافة البيظان، مسالة موت اوحياة.  فهذه " الفلكة" المطبق عليها، فكي الاسد" السبع"، لا يجوز السماح بنزعها من فكيه، باي حال من الاحوال.

ففي حين جاء مقال العقيد، عن لكور، غني ومليء، بالمعلومات، والتفاصيل، عن المكائد التي كانت تحاك وتطبخ في مرجل النظام العنصري، حقيقة، نجد انه عندما  تناول قضية لحراطين، قد سلك مسلكا، مغايرا تماما،  وسواء كان ذلك  بقصد او بغير قصد،  فقد  جاء تناوله،  للموضوع ، متحدثا..."كمقيم" لكيفية تعامل السلطات مع مفلهم، ومصنفا لاتجاهات لحراطين( وان كان لم يوفق بتاتا، في هذه النقطة،  فيما ذهب اليه). قد نوافق، العقيد، على حقيقة، تغلغل  مخابرات, سلطات البيظان في اختراق حركة الحر/ وهنا لابد من التنبيه، الى حقيقة، بدهية، وهي ان اختراق مخابرات البيظان اليوم  او بالامس، لأي تنظيم حرطاني، ليس عملا بطوليا، ولا عملا خارقا للعادة، لكونه لا يعود  الى ذكاء واخلاص.. هذه المخابرات الموريتانية،  بقدر ما يعود بالدرجة الاولى الى " النتيجة الحتمية" لجريمة  الاسترقاق" وما انتجته من تاثير سيكولوجي، سلبي، اثر على بنية  تكوين هذا الاعضو او ذاك، وان بدرحات متباينية. حدث، فعلا تاثيراعلى نفسية بعض الحراطين ، انتج  بعض الشخصيات المهزوزة ، والمرهوبة، داخليا والمليئة بالخوف والشعور بعقدة النقص، ما جعل مخابرات البيظان، تقوم بتصب شراكها: فهذا حرطاني، يحتاج الى مدح او اطراء، من حاكم بيظاني او مثقف بيظان، فتصده وتاخذه.  وهذا اخر يحتاج الى تقليد سيده في" التسدار"،  فتوفره له، وذاك اخر بحاجة الى التزوج او ربط علاقة مع بيظانية، فتسهل له، والبعض بحاجة الى لقب كوزير, كسفير او دكنور ..او فيلا اوالظهور بسيارة رباعية الدفع... العلل والزحاف هنا كثيرة....ورغم كل ذاك، فقد نجت الحركة,  ونجحت، وتطورت ونمت، وتخطت، الذهنية التامرية .. ونقت، وتعلمت..من مكائد البيظان والمخابرات، والمنبطحين....لتصبح علما شامخا لا تهزه الريح ولا المكائد الدنيئة.  

 

  فالعقيد، كان"منظرا" لما افترض انه حل او دواء وعلاج للقضاء على الرق  ولمصلحة لحراطين، مركزا اساسا على منهج النقد للحاكم، والتنظير لما كان يجب، والتعبير عن ما  اعتقد انه كانت فرصة  لمصلحة لحراطين، فلم يولي اهتماما" لحجم  المشكلة"، اذ لحراطين بعددهم الهائل، (اكثر 50% عدد البيظان والكور مجتمعين)، وخطورة الظلم الذي لحقهم وعمق ماساتهم...لم نحس "ثقل" ذالك على طرحه ، فعند تناوله للكور، هناك "كيان"، اما عند لحراطين، فهذه جزيئة من الاسرة" حد من الخلطة". لذا لم يجد..حاجة... لذكر اي مكيدة، ولا مخطط،  وكأن الامر عاد..او ان شيئا من ذالك القبيل لم يحدث... فانا لحرطان،  وهو البيظان، نعرف ان ما احيك ضد لحراطين، اقدم واحدث، وهو اضعاف اضعاف ما حيك ضد لكور، فباي ثقافة، اوحت للعقيد المتقاعد، الميل الى ذكر ما حيك ضد الكور، لكن يكتفي بالتنظير، والتصنيف للحراطين؟؟!...

 

الملاحظة الثانية: انه مالم يتخلص، او على الاقل يحاول ، البيظاني العسكري والمدني، المفكر او السياسيي، المتعلم والواعي او العادي، التخلص من ثقافة "الانابة"، في الطرح، عن لحراطين، والمسبتطنة بثقافة، "محو" لحراطين كشعب وكمكون، مستقل في ذاته،..فان محاولة تقديم او عرض اية قراءة، سليمة ومنصفة لقضية لحراطين،  ستبؤ بالفشل والتناقض، وستكون كمن يصب الماء في الغربال.
الذي ، يحتاجه, يوتوقعه، لحراطين، من اصحاب "الاستثناء"، وقبل كل شيء وكخطوة اولى, قد تضفي نوعا من المصادقية لما يقوله او ما يتوعد بفعله هؤلاء، الوطنيون والثوريون، والحداثيون... هو الافصاح عن "الحق" المسجون، في ثقافتهم وضمائرهم.  فعندما لايعترف البيظاني،  بشعب لحراطين’ بهوية لحراطين، بحق الاختلاف، باصالة ومشروعية وشرعية نضال لحراطين..وما لحق بهم من استعباد, و ظلم وخديعة...، فان اي "ادعاء" او زعم   في  اظهارالحقيقة، قد يقنع، ويسكت لحرطاني" العبد" لكنه لن يكون له معنى عند لحرطاني المناضل، المجاهد، المعارض، المتعلم..الوطني..فالحق واضح والباطل واضح، وليس هناك منطقة بين الجنة والنار..

المختارالطيب المختار/ عضو حركة الحر بشمال امريكا- 31 اغسطس 2015-

hirdv2@yahoo.com