البيظان و العويل على الوحدة المفقودة و المهدورة(رأي حر)

ثلاثاء, 2014-09-09 22:07

كثر في الآونة الأخيرة اللقط و العويل من طرف بعض نخبة مجموعة البيظان الحاكمة و قادة رايها و ساسة شأنها المدنيين و العسكريين و العنصريين و أذنابهم من البلهاء و الإنبطاحيين المتاجرين بالقضية و المصير و العرض و الدم من العبيد المغرر بهم ، حول إشكالية الوحدة الوطنية و حتمية العدالة و الإنصاف و المساواة في الحقوق و الواجبات و الإمتيازات في السلطة و الثروة و الحكم و الأرض ، وقد ذرفت دموع تماسيح كثيرة و حبر أقلام موتورة و أفكار و حجج من عقول منخورة بلغ أصحابها و دعاتها من العنصرية مبلغا و من القبلية مقصدا و من الجهوية و المحسوبة و الأنانية مرتعا ، وتحدث الكل العنصري البيظاني الإقصائي المهمش في الداخل و الخارج في (إعلامهم و صحافتهم ) !!! بمناسبة و بدون مناسبة عن الوحدة الوطنية و أحيانا عن جهل عن الوحدة الإجتماعية خلطا للمعنيين و المصطلحين العلميين ، و تحدث بعضهم الأخر في صحوة ضمير و و طنية متأخرة عن الوحدة الترابية و عن إنسجام إجتماعي و و حدة عضوية ضدية بين البيظان و لحراطين في و جه المد و الوعي الزنجي الإفريقي الموريتاني السياسي و الإجتماعي و الثقافي ، بعد غفوة بل و سبات عميق طال أمده قرونا سبع عجاف و طوال على الضحايا و المكلومين تخللها كثير من العبث الفكري و السياسي و التحكمي و الإبادي الجماعي و طمس و تشويه معالم و حضارة و ثقافة الأخر المغلوب و المسيطر عليه بقوة الثروة و السلطة و الشريعة المحرفة ، و اليوم وتحت وطأة حراك القوى الإنعتاقية و التحررية و التقدمية و الشرائحية و الإنفصالية و إن خالفناها الرؤية و الحل تتعالي أصوات المستيقظين أخيرا المتخومين قديما و حديثا من ثمار و عرق و دماء المعذبين و المهمشين و المستعبديدين في هذه الأرض من (عبيد و حراطين و معلمين و آزناك و أعرب و بولار و صونيكي و وولوف ) بكاءا على و حدة و طنية تقطعت أواصرها وتمزقت عراها منذ أمد بعيد ، بفعل سياسات العنصرية و التطهير العرقي و التهجير الجماعي و الإقصاء الممنهج تحت رعاية الدولة و مباركة المجتمع البيظاني في الإدارة و القضاء و الجيش و الأمن و الدبلوماسية و المال و الأعمال و العلم و المعرفة و المعاهد و الجامعات و الإستحواذ المكتسب لصفة الإحتلال على لأراضي الزراعية و الرعوية و السكنية و المائية للزنوج الموريتانيين و لحراطين و لعبيد و الفئات المهمشة الأخرى ، مستغلين ضعف الوعي الثقافي و السياسي و المدني للفئات المستهدفة من طرف مجموعة البيظان الحاكمة المتحكمة ، و على و حدة ترابية و إجتماعية عضوية كان المتباكون اليوم و المتحمسون (للدفاع عنها) من نخب سياسية و إجتماعية إقطاعية قبلية و مرتزقة ومتملقين منتفعين من كل الأحكام المتعاقبة على موريتانيا وسياساتها البائدة الفاشلة التي آلت بالبلد لما و صل إليه من إهتراء و إنفراط للعقد وإنهيار ثقافي و إجتماعي و إقتصادي و سياسي هم ساس خرابها و منبع تهديدها ، و ما أحداث 1966 وماتلاها من تصفيات عرقية ضد الأخوة المؤمنين الزنوج و إستغلال العبيد حينها في إراقة تلك الدماء الزكية البريئة و أحداث وتصفيات و إعدامات الأعوام 1986 و 1990 و 1991 في نخبة و ضباط الجيش من الزنوج الأوفياء للوطن كل الوطن و ابريل رمضان 89 يوم بدر و ايام حرمة الدماء التي غذتها و نفذتها القوى البيظانية العربية البربرية و أذنابهم المتعاولين معهم اليوم من حراطين البيظان و عبيدهم و زنوجهم و محاكمات روصوا و أنوذيب العبثية العنصرية الإستعبادية ضد قادة الوعي الإنعتاقي حينها و رموز حركة الحر المجيدة الخالدة في العام 81 و المؤامرة الكبرى للمعارضة و الموالاة ضد الزعيم التاريخي الرمز مسعود ولد بلخير في إنتخابات 2007 و2009 للحيلولة دون وصول أحد ابناء المهمشين لسدة الحكم عنا ببعيد ،ينضاف لذلك الجرم التاريخي المشهود و المستمر الحلقات و الفصول مؤامرة الدولة و المجموعة البيطانية الخاكمة على الزعيم برام الداه اعبيد و حركة إيرا في 27 ابريل 2012 وهذه المرة ضد المد و الوعي الحرطاني حينما أقدم الزعيم القائد برام الداه اعبيد على المحرقة الرمزية للكتب النخاسية الفرعية المفتراة على المالكية ، حيث جيرت الدولة الرسمية و العسكرية و المحظرية و التشريعية و الشارعية الظالمة كل عددها و عديدها و قدها و قديدها و خدمها و حشمها و خيلها و بغالها و حميرها من الصحافة و الإعلام و القضاء المجيير ضد الرجل و حركته و فكره و اتباعه و مطالبه العادلة و المشروعة في الحرية و الكرامة و العيش الكريم ، وكانت المطالب يومها تماما كاليوم رأس الرجل و القضاء على دعوته الميمونة و اليوم تتعالى نفس الأبواق و صداها للقضاء على أصوات اصحاب الحقوق التاريخية و الشرائحية المرتفعة بالحق الذي لايخاف منشده لومة لائم و تهديد ظالم و لا هرطقة متملق منكر مكابر لاكن هيهات ثم هيهات ، بالأمس رجل ضد دولة يسمى برام الداه اعبيد و اليوم شعب و من ورائه أقوام و شعوب أخرى يسمى لحراطين ضد مجموعة قليلة ظالمة و متحكمة تسمى البيظان ، عن أي و حدة تتشدقون و بأي جهد تدفعون الحق و انتم تبطلون .

بقلم:الدكتور/سعد ولد الوليد