كان دخول اقلية احراطين اترارزة إلى واحهة المسرح الحقوقي كارثة كبرى على نضالنا من اجل نيل الحقوق.
فللوهلة توارى من أدبيات النضال عن قضية الحراطين الإخلاص و الرأي الحصيف ، فأجندتهم و طموحهم منذ اليوم الأول هو تأسيس نظام فاشي يهيمنون به على مشروع الحراطين,
و يقوم هذا المشروع على بعدين قمة في الخسة البعد الأول : هو الاحتفاظ بهموم شعب الحراطين ولكن عند مستواه الإجرائي ، دون الجدية في البحث عن أساليب تؤدي إلى خروج الأمة الحرطانية من مستنقع التهميش و الحرمان.
البعد الثاني : هو إيجاد صيغة ما لتعايش أو التحالف المتوتر مع أجهزة الدولة الموريتانية ، بدليل أن "إيرا" و نجدة العبيد و من شايعهما نواة مدجنة تحمل مشروعا سلطويا يهدفون من خلاله إلى قطع الطريق على باقي الحراطين و خاصة في الشرق الذين يشكلون آفوبيا لنخبة احراطين " أترارزة" المتوهمين أن رفع مؤشر العداء لأبناء جلدتهم سوف يفسح لهم المجال لتطبيق فلسفة نفعية البحت ، لكن هيهات فشعب الحراطين أستوعبها أخيرا و أظهر درجة كبيرة من لامبالاة لما تروج له هذه الجماعة و التي تشعر لآن بقلق وجودي يزداد يوما بعد يوم.
و ما هذا الانشطار الذي تغذيه الحرباوية إلا دليلا على أفول هذه الكائنات الخرافية التي اختفت وراء أقنعة النضال عن كرامة الإنسان الحرطاني الذي أختار دروبا أخرى بعيدا عن مطاردة الأوهام.