علمت قبل قليل في ضواحي ولاية الحوض الغربي برحيل صاحب المحامد الجمة والمكارم التي لاتحصي القائد الفذ؛ والموجه الحاذق؛ والخطيب المفوه ؛ الرشيد ولد صالح سليل اسرة العلم و الاخلاق والنبل والصلاح والهداية.
إنها بحق لحظة حزينة ومؤلمة لا تعينني في التعبير والاسترسال وقول ما اريد.
لقد عايشت الرجل عن قرب في عز عطائه يوم أتته المناصب منقادة إليه تجر أذيالها كأنها لم تكن تصلح إلا له وكأنه لم يكن يصلح إلا لها.
كان رحمه الله بحرا زاخرا لايعدم المبحر فيه ان يتصيد بشبكته مايريد حيث احتفظ طيلة مسيرة حياته بمخزون هائل من القيم النادرة التي قوامها الزهد و السماحة والفضل والتواضع و الشهامة ، والاباء والمروءة.
ملاذ الناس إن عظم الدواهي= وغيث إن تتابعت المحال
و أبلغهم و أحسنهم مقالا =و أصفحهم و حق لك المقال
حق للدموع أن تسيل وتحفر بعيدا في وداع طود شامخ  جمع الخصال الحميدة ما زال مُذْ عقدت منه الإزارَ يدٌ ... صبًّا مشوقا بأبكار العُلى كِلفا
 اللهم ارحمه واغفر له واعف عنه وأدخله فسيح جناتك، وارفعه من ضيق اللحود إلى جنــات الخلود، واجعل قبره أول منــازل الجنة، واجعله من خيرة من تظلهم بظلك يوم لا ظل إلا ظلك..