صراع القدة والعامة ! من الخاسر ؟ / عزيز المصطفى

خميس, 2017-05-18 09:26

بداية اسمحلي أيه القارئ أخبرك لمن تقرأ وبالتأكيد انه ليس سيبويه ولا أحد أحفاده لذى يجب ان لا يحاسب على أخطائه اللغوية والضمنية لأنه متمرد على واقعه وضحية لصراع مستعر بين الجهل والعلم والفقر والغناء والظلم والعدل .
يعاني كما يعاني وطنه؛ يطمح للمساهمة في حلحلة تلك المعاناة المزدوجة ولو بقلبه ♥ وذالك أضعف الإيمان.

لا يمكن فصل هذا الواقع عن صياغه التاريخي ومحيطه العربي لذى سنبحث في هذه العقلية التي تحكم قادة المجتمع وعامة الناس.

ماهو تاريخ هذه الأمة؟ وكيف تعيش حاضرها ؟ وماهو المستقبل الذي ينتظرها ؟ لا أدعي القدرة على  الإجابة على هذه الاسئلة بقدر ما يحق لي أن أتساءل  لأني أتمنا أن أجد أجوبة شافية و حل للإشكاليا التي يواجه العالم العربي على كل الصعد الحياتية و طرح توصيات واقعية قابلة التطبيق وكفيلة بالرفع من معانات ناس وتفتح باب أمل الحياة مع الصحة والعلم والعدل بدل الموت والمرض والجهل لنعيش كباقي الأمم بكرامة وعزة .

تاريخنا بالمقارنة مع ما وصلنا إليه الآن من الذل والهوان كان مشرف وعظيم صدرنا العلم في جميع المجالات والثقافة والقدرة على التسامح وتقبل الآخر كنا فعلا أمة قوية قادرة على حماية نفسها بنفسها ولها هيبة كبيرة في أعين أعدائها وكان سر ذالك في نظري التماسك الداخلي وحسن العلاقة بين قادة المجتمع وعامة الناس بإعطاء القادة مايستحقون من أحترام وتقدير وإجلال في بعض الأحيان و أحترام القادة للناس وتأدية حقوقهم والسهر على مصالهم الشخصية والعامة.
وعند ما نتحدث عن القيادة وفنها لكل نن القادة خصائصه البعض إيجابي والآخر سلبي لكن هنالك منهو معصوم من الخطأ و أعطى دروس في فن القيادة ستبقى الأكثر مصداقية إلى أن تفنى البشرية وهو قدوتنا جميعا النبي الأكرم والحبيب محمد بن عبد الله الصادق الأمين صل الله عليه وسلم وعلى آله...
وهو خير خلق الله قاطبة ( صل الله وملائكته والمسلمون عليه وسلموا ) عليه أفضل الصلاة والسلام حرص على تعلم الناس وتربيتهم على أخلاق الإسلام ليكونوا بذالك قادة وعامة كل منهم يعرف ماله وما عليه.
شهد لهم التاريخ بالنبل والعطاء الغير محدود عبر قرون من الزمن وبنو بذالك دولة قوية ذات شوك وصيت عبر العالم  وحسدوا على ذالك من أمم شتى .
إنكسار تلك العلاقة الروحية في فترة معينة من تاريخ هذه الأمة (الفتنة الكبرى )  أدى إلى عدم الثقة و النزاعات وتعدد الطوائف والمذاهب ... وتحولت الأمة إلى أقطار أو أمم بدل الأمة الواحدة القوية والموحدة بدينها وقيمها و توالت الحقب والأزمنة وتلك الأقطار كل منها له صيته وهيبته رغم ما في ذالك من عيوب ومحاسن ، إلى ان بدأ الصراع بين القادة وشعوبهم نتجة للمظالم وغزو أعداء الأمة بهدف تدمير تلك الحضارة الإسلامية ليجعلوا منهم حكام (ملوك و رؤساء ) في قصورهم المشيدة والفاخرة بعيدين كل البعد عن شعوبهم كل همهم تمكين ذالك الحكم وديمومته وحكم المحكومين (الرعايا) بالحديد والنار بدل صفات القيادة النبيلة ليدفعوا بذالك محكوميهم إلى إزدرائهم والتمرد عليهم ليزداد التفتت والتشرذم في الأمة .

غياب القواعد والمفاهيم الصحيحة التي تربط بين قادة الشعوب وعامة الناس والتي تحدد المسؤوليات والواجبات العامة والخاصة أدى إلى إختلاط الحابل بالنابل كما يقال وبدأت الفوضى لنعدام ضوابط الحياة البشرية لأنه لايمكمن قطع رأس جسم ويبقى سليم كما أنه لا يمكن بتر رجله ويبقى سوي .
كل ذالك وغيره أدى إلى صياغة حاضرنا اليوم لأن الحاضر تراكمات ماضي والمستقبل إنجازات حاضر وكما يقال "من لا ماضي له لا مستقبل له" .
حاضرنا اليوم سيئ بجميع المقاييس وجعل منا أمة شبه فاشلة في ذيل الأمم ؛ نحتكم لمفهوم القوة ونحن ضعفاء و للماديات ونحن شعوب فقيرة ومريضة للأسف مع أننا نمتلك كافة المقدرات الطبيعية والبشرية والمعنوية التي تخول لنا منافسة الأمم الأخرى لا بل التفوق عليها لكن خيم علينا الخنوع والكسل وحب ذات على حساب المصالح العامة وفرطنا في الهدف الذي وجد الإنسان أصلا من أجله على وجه هذه الأرض وهو اعمارها بما يفع الناس.
خون بعضنا البعض وأكل لحمه حيا عكس ما يأمرنا ديننا الحنيف لا بل قتله على غير وجه حق ؛ مما أدى إلى الفتن و الدمار الشامل الذي حولنا إلى دول فاشلة يتحكم فيها عن بعد من قبل دول إستعمارية مارقة كل تاريخها أسود ولم تكن يوما صديقة بل كانت عدو يتربص بنا دائما ينتظر نقاط الضعف لستغلالها ونحن من يخلق تلك نقاط الضعف بغبائنا.

هذا حاضرنا فكيف سيكون مستقبلنا ؟ ما لم نعمل على تصويب وتصحيح حاضرنا وننفصل عن ما هو سيئ من الماضي ونفكر بجدية وتفاؤل من أجل مستقبل مشرق يشفي الجراح ويبني ما دمر ويصلح ما أفسد ويوحد ما تشتت ؛ لننطلق من جديد في مسيرة الحياة الكريمة .
في هذا الصراع لا يوجد رابح الكل خاسر وكل واحد منا يتحمل جزء من المسؤولية من موقعه ودوره في المجتمع؛ والأسوأ من ذالك أنه سيورث لأجيال قادمة مالم يتم العدول عنه والعمل على إصلاح ما أفسد و إحياء القيم السمحاء ونبذ العنف وتقدير الخيرين ومحاسبة الظالمين و إعطاء  لكل ذي حق حقه ؛ و إختيار من هم أهلا للمسؤولية و القيادة و منحهم الثقة ليقوموا بعملهم بأدوات وأساليب تتماشى مع عادات وثقافة الشعوب لكي تكون مقبولة من طرف الجميع وقابلة للديمومة و مرنة وقابلة للتكيف مع المستجدات بذلك نأسس لمجتمع قابل للوحدة والإبداع لكي نلحق بركب الأمم المتطورة ونؤسس لدولة العدل .