زارت منظمة الحقيقة والعدالة أحياء الترحيل والسبيخة والبصرة والكوفة وكزرة توجنين وأعد طاقم المنظمة تقريرا عن هذه الزيارة وقد تابعت وشاهدت منظمتنا ظروفا خطيرة ومزرية لمواطنين بسطاء يعيشون تحت الفقر الشديد والعجز ومحرومين من ابسط مقومات الحياة والعيش الكريمة ومن بينهم اطفال ومسنين ونساء تجمعهم مأساة العجز والحرمان هذه الفئة من المواطنين يستغرب المرء أنهم يعيشون في عاصمة بلد غني بخيراته ويفتخر بزيادة ميزانيته وذخائر خزينته في بلد رئيسه يحمل اسم رئيس الفقراء "

انها مفارقة غريبة ان تشاهد هؤلاء الجياع المحتاجين في عاصمة البلد بينما يعيش بجانب العاصمة الاخر بمقاطعة تفرغ زين واخواتها اهل الترف والكماليات والأبنية العالية والسيارات الرباعية وقمة السعادة واثار الفساد "

حقيقة انها مفارقة عحيبة تحتاج النظر والمراجعة " " ﺍﻟﻌﻴﺶ صعب ومستحيل .." ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺗﺨﺘﺼﺮ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻋﻠﻰ " ﺭﺻﻴﻒ ﺍﻟﻔﻘﺮ .." ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﺎً ﻣﺆﻟﻤﺎً ﻟﻔﺌﺔ ﺑﻘﻴﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺳﻠّﻤﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺠﺒﺮﺓ ﻟﻘﺴﻮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻣﺸﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ " ﻣﺼﺮﻭﻑ ﻳﻮﻣﻲ " ﺗﺴﺪ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ، ﻭﺗﻜﻔﻴﻬﺎ ﻣﺬﻟﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ .. " ﻓﺌﺔ ﻣﻌﺪﻣﺔ " ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻟﻜﺔ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ، ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺟﺮﺍﺣﻬﺎ ﻭﺁﻫﺎﺗﻬﺎ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ " ﺃﻱ ﺷﻲﺀ " ﻳﺸﻌﺮﻫﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻣﺎﺿﻴﺔ ﻟﺘﻌﻮﺩ، ﻭﺑﻌﻴﺪﺓ ﻟﺘﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﺧﺎً ﻭﺻﺪﻳﻘﺎً ﻳﻮﺍﺳﻴﻬﺎ ﺑﺂﻻﻣﻪ، ﻭﻗﺴﻮﺗﻪ، ﻭﺣﺮﻣﺎﻧﻪ، ﺛﻢ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﺘﻈﺮ " ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ " ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ، ﻭﺍﻟﻈﻬﻮﺭ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻳﺪﻭﺭ ﺑﻌﻘﺎﺭﺏ ﺻﺎﻣﺘﺔ، ﻭﻣﺤﺰﻧﺔ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﺨﺠﻠﺔ .. ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻳﻤﻀﻲ ﺑﻬﻢ ﻭﺳﻂ ﺭﺻﻴﻒ ﻳﻮﺍﺳﻲ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻳﺒﻜﻴﻬﻢ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺎ ﻳﻐﻴﺐ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﻮﺩﻋﺎً ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﻔﻪ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ .

" منظمة الحقيقة والعدالة " ﻋﺎﺷﺖ ﻣﻊ ﺳﺎﻛﻨﻴﻪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺻﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺘﻘﺖ ﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ، ﻭﻧﻘﻠﺖ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺻﺮﺍﻋﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ؛ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻟﻘﻤﺔ ﻋﻴﺶ ﻛﺮﻳﻤﺔ، ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ -ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ - ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ ﻣﻦ ﻛﺮﺳﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻣﺪّ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻬﻢ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻗﺮﺍﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻤﻦ ﻳﻨﻌﻤﻮﻥ ﺑﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭﻳﺴﺘﺒﺸﺮﻭﻥ ﺧﻴﺮﺍً ﺑﺤﺎﺿﺮﻩ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ، ﻭﺟﺰﺍﻟﺔ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ، ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻮﺍ ﻣﻜﺒﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺮﻣﻬﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯ .

ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻣﻦ ﻛﺮﺳﻴﻪ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻧﻘﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ‏« ﺭﺻﻴﻒ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ‏» .. ﻣﺤﻄﺘﻨﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﻲ الترحيل وسبيخه ، ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﺎﻟﻚ ﺩﻣﻮﻋﻚ ﺍﻟﺤﺎﺭﻗﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻠﺤﻆ ﺫﻟﻚ " المشهد المؤلم ان ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﺸﺎﺳﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ، ﻫﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ، التي تضع البلدان ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ ﻫﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺗﺪﻋﻪ ﺭﻫﻨﺎ ﻟﻼﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ . ﻭﻗﻠﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨّﺖ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ . ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺤﻞ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨُﻠﻘﻴﺔ . ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻧﻈﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻮﺳّﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻭﺭﺍﺕ ﻣﺠﺮﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻻﺕ السياسية،

ﻭﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﻥ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﻠﺤّﺔ . ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻓﻘﻂ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻬﻮﺓ ﺍﻟﺴﺤﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﺪﻗﻊ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﻤﻜﻨﻬﺎ، ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ، ﺧﻠﻖ ﺍﺗﺠﺎﻩ جديد للمساواة والعدل بين اطياف وطبقات المجتمع الموريتاني "

المكتب التنفيذي للمنظمة نواكشوط 18/02/2017