شوط القفارة - في المقابر : بقلم يسلم محمود

سبت, 2017-01-07 19:52

اليوم هو ذكري رحيل جدتي رحمة الله عليها , لقد تم اختطافها  رفقة شقيقتها و لا تذكر من عائلتها سوي أمها التي كانت تسابق الريح خلف تلك الجمال المنطلقة بسرعة و انتهي بصرها لوالدتها تقوم و تسقط و تنتحب وسط الحشائش ,,,,, توفيت و كتب علي قبرها اسم لم يكن اسمها الذي سمتها به عائلتها كان اسما منفردا ... حين قمت بزيارة قبرها في شهر مايو الأخير كنت أقرأ ضمن أسماء الموتي أسماء لبعض من استعبدوها مرفوقة بأسماء عائلاتهم كانت الرياح قوية و تحرك الرمال بعدالة فوق تلك  القبور و حتي ارتفاع القبور عن الارض كان متساويا ... وحده نحات الأسماء لم يجد ظروفا لتساعده ليساوي  بين الموتي حين نحت أسماءهم ليترك هذا المشهد الصارخ ماثلا أمام عيني ... و قبل أن أخرج دعوت الله ان يغفر للجميع و أن يسامحهم و #انا ذا كيفي أسأل الأحفاد كل الأحفاد كيف سنؤسس للمواطنة و الاحترام المتبادل و نحن في القرن  الواحد و العشرين و لغة التحاور بيننا هي (بوي كان امشكرف بيك .... ؤ أنت بيك لص ؤ كان استعبادي) أعلم أن وصول البدو للمدنية ليس أمرا هيينا لكن شعوبا كثيرة عانت مثلنا و استطاعت بذكاء أبنائها ان تبني البسمة انطلاقا من تاريخ الدموع و الألم فصارا ذكري ..... اعتقد ان الحل لمعضلاتنا الاجتماعية يحتاج لجيل لا يعتبر ظلم آبائه للآخرين مجدا و تاريخا مشرفا و جيل آخر لا يعتبر مظالم آبائه مذمة له او عارا يلحق بمن لم يرتكبه ....الرجاء ممن يشاركوني الفكرة الأخيرة و ممن لا يريدون خداعنا بالخطابات العاطفية الغير مؤسسة مثل قول البعض نحن شعب عاش قرونا بألفة و محبة في ظل الإسلام ,, أقول لهؤلاء كونوا إيجابيين كي نعيش الألفة و المحبة و السلام في كنف الجمهورية الاسلامية الموريتانية و إلا فخلي توووف