لإعادة كتابة التاريخ ثمن ، نحن مستعدون لدفعه بقلم د./ السعد لوليد

سبت, 2016-12-10 15:12

حينما قررت ان امتشق القلم و امتطي صهوة الكلم ، كنت ادرك تمام الادراك ان ذلك النجد لن يكون مفروشا بالورود ، و ان ابسط مزالقه سوء الفهم و خطورة التاويل والشحن ، و حين قررت ان اسلك طريق الحرية في الراي و التعبير و قوة الكلمة ، كنت على يقين بان ضريبة الحرية والكرامة و الجرأة تنتظرني ، وانه لابد من دفعها من جهدي و جسدي و سمعتي و اسم عائلتي وربما قابل ايام ذريتي ، سبا وذما تحقيرا و تنفيرا تعريضا وتشويها و حتي قمعا ، لشخصي ومواقفي و فكري و فصلي وعائلتي و اصلي" لكنه قدري" ، هي الحياة علمتني ان للحرية و الكرامة و العلو ثمنا أاغلاه الدم و ادناه العرق ، وحين سبرت اغوار كلام العرب و العجم و رفوف و فهارس اسفارهم و دواوينهم لم اجد ابشع من الجبن و اسوء من الخوف و الكذب و احقر من النفاق و التملق و المداهنة ، ولي عتب واحد في هذه على جهابلة النحو والبلاغة و علم الكلام ، حينما ضربوا مثلا في ذلك " قتلته شجاعته " للتورية و الدلالة على الاندفاع القاتل حين يندب الحذر و الحيطة و الخنوع ، لكنني اتوكل و اتجاوز بل و اعتدي على سفرهم الخالد ( "بقولي" ) " الشجاعة لا تقتل" ، هنا فقط اذكر بانني حينما قررت ان اطرق باب التاريخ و اعادة كتابة التاريخ ، لم يكن ذلك محاباة لنداء حاكم و لا غرضا للنيل من زعيم او رئيس سابق ، بقدر ماهو ايمان عميق وراسخ وقناعة ثابتة و صادقة ، تشكلت لدينا عبر تراكم المعارف و متابعة الاحداث و التجاربة صقلتها عاديات السنين ، انسجاما مع قناعاتنا الفكرية و السياسية الثقافية و الاجتماعية ، التي هي ثمرة حصاد سنين من الكد و الجهد تحصيلا و تاصيلا بحثا و مقارنة و تاويلا ، نضالا و صمود اصرارا و تضحية ، من اجل الحق و الحقيقة و ما آمنت به و استؤمنت عليه و اسخلفت فيه، ارضاء للضمير و براءة للذمة و اداء للأمانة ، من اجل الوطن و الاجيال السالفة و للاحقة ، و دماء الشهداء الاكرم منا جميعا الذين غيبهم المستعمر وادواته ، من كراسه و كناشه لصالح من تربى و عاش وخدم و مات في كنفه ، نحن على انم الاستعداد و الجاهزية و الرضى بدفع الثمن .
يتواصل